-------------------------------------------عاجل عجول-------------------------------------------
صدر اخيرا كتاب يروى حياة البطل عاجل عجول هذا الذي نساه رفقاء الدرب ربما لانه كان يزعج ابان حياته و ختى بعد مماته
في مقدمة الكتاب يقول المؤلف بان الكتاب عند عجول ليست سهلة و لسببين على الاقل
1-.حجم الرجل وطول هامته او لا يمكن احصاره في صفحات فمهما كتب عن هذا الرجل لا يمكن الوفاء له بحقه
2-.ما لحق به من الاذى المعنوي سواء قبل الاستسلام او بعده وقد تجمع عليه خصومه ممن نافسوه السلطة مثل عمر بن بولعيد عايسي المسعود و الطاهر نويسي و من لف لفهم بعدان عجزو في ان يتساو معه على الأقل في ساحة الوعي فنسجوا له مجموعة من التهم تشبه الأساطير في معظمها و قد تركزت تلك التهم في ما يلي
1.-اعدامه شيهاني البشير
2.-عدم تسليمه العيادة لمصطفى بن بولعيد لانه سن قانونا بنفسه لا يسمح له بتسليمها في الحين و قالوا ذلك طعنا في نزاهة مصطفى و ربطوا ذلك باعدام شيهاني البشير فأصبحت التهمة مركبة
3.-الضلوع في اغتيال مصطفى بن بولعيد و قالوا انه المستفيد الوحيد من غيابه و رفضوا الاستماع الى خلاف ذلك و تم الطعن حتى في اعترافات القادة الفرنسيين انفسهم و التي تناولت قتل بن بولعيد وفصلوا في كيفية التخطيط للعملية و الاهداف منها و الطريقة التي تمت بها العملية و الوسائل المستعملة و رفضوا شهادات الناجحين من الحادثة و صمو اذانهم عن سماعها
4-.ما عرف لحادثة عجول و استسلامه للقوات الفرنسية فكانت القشة التي تمسك بها او تلك المغرضون و من تاثر بهم و قيل عنه خائن حتى و لم يعدم شيهاني بشير او يقتل بن بولعيد بعد ان يئسوا من تلفيق التهم اليه و تبين رفضها
ان الرجل في تلك الحادثة لم يكن له خياران هما الموت او الاستسلام فرفض الاولى بعد ان كان طوال مشواره النضالي يطلبها و يعتبرها سر انتصاراته لانها في ذلك الوقت تعتبر سعادة
الكتاب تضمن شهاداة بعض من عايش عاجل عجول فكانت شهادادتهم حين حان الوقت لكتابتها
فمن يكون عاجل عجول
ميلاده و نشاته و تعلمه و زواجه
ولد عاجل عجول عام 1922 بكيمل من ابوين هما عبد الحفيظ و بيوش صحرة و في هذا الدور عاش و ترعرع وسط عائلة تتالف من الاب و الام و خمسة اخوة هم بلقاسم و إبراهيم و احمد و محمد و عمار أصغرهم و اخوات و كان عجول هو المدلل بينهم و المفضل و لذكائه فقط
عندما بلغ سن الدراسة لم ينتقل الى المدرسة كما يحدث في العادة بل المدرسة هي التي انتقلت إليه يقول نجله عيسى احضر له جدي و لاخوانه الاربعة الذين بلغوا سن الدراسة معلم القران يدعى الشيخ بن غلاف عيسى استقدمه من تاجرينت اينوغيسن اما المدرسة فهي بيت العائلة و قد اظهر عجول خلال تلك المدة التي قضاها دارسا للقران و مبادئ اللغة العربية و الشريعة الإسلامية تفوقا و نبوغا و تمكن من حفظ القران بكامله
أرسله والده بعد ذلك الى خنقة سيدي ناجي التي لا تبعد كثيرا عن كيمل و بها واصل دراسته و التعمق في العلوم اللغوية و الشريعة غير ان اقامته بالخنقة لم تطل فقرر والده و بطلب منه إرساله الى قسنطينة للدراسة بمعهد عبد الحميد بن باديس و به درس ما لا يقل عن سنتين انتهت بالنجاح و الانتقال الى الصفوف العلياو خلال اقامته بقسنطينة انخرط في الكشافة الاسلامية المدرسة الاهم في الوطنية و اعداد الرجال فكان عضوا نشطا فيها و استفاد منها كثيرا
و بعدة مدة من حوالي سنتين عاد الى مسقط راسه بكيمل و استدعي للخدمة الاجبارية فرفض الالتحاق بها كما فعل الكثير من أبناء الجزائر و ظل متخفيا ينتقل من مكان الى أخر و لا يعود الى بيته الا ليلا غير انه أداها في النهاية و بسور الغزلان
بعد الانتهاء من الخدمة الاجبارية عاد الى كيمل مسقط راسه و تزوج من حفصية مختاري التي انجب منها ولدا واحدا هو عيسى ابنه الاكبر ثم طلقها ليتزوج بعد فترة ببيوش اليامنة و انجب معها اربع بنات
وفي عام 1955 و هو مقيم في أريس تزوج بمستيري الكاملة و انجب معها عبد الحميد و بنتا بعد اندلاع الثورة و التحاقه رسميا بصفوفها تعرضت عائلته للأسر والاعتقال (اطفال و نساء) و سيق الجميع الى معتقل الولجة و قضت مع عائلات مجاهدين اخرين من تازدايين خوالي ستة اشهر ثم حولوا جميعا الى الدرمون حيث تم وضعهم تحت الإقامة الإجبارية لمدة ثلاثة أشهر أخرى ليخولوا فيما بعد إلى الوسطية رفقة عائلات أخرى لمجاهدي كيمل ووضع الجميع في محتشد أقامه العدو بالوسطية.
في منتصف عام1955 و بعد استفزازات و تحرشات و اهانات تعرض لها نساء المجاهدين قررن من تلقاء انفسهن مغادرة المحتشد تحت جنح الظلام و في ليلة ممطرة و دون علم الازواج المجاهدين متجهات الى الاماكن الامنة بغابة كيمل.
أمام هذه الحالة فرر عاجل عجول بصفته مسئولا و زوجا إعادتهن وسط الشعب نظرا لصعوبة التكفل بهن
و ما يثيره وجودهن وسط الجيش و اشغال المجاهدين عنهن بمهام أساسية هي اهم من الانشغال بهن على حد قوله
غير ان بعض المساعدين له و المقربين منه اشاروا عليه بالحتفاظ بهن و ترجوه ان يتراجع عن فراره و الا يعيدهن من حيث اتين نظرا لما يترتب عن عودتهن من اضرار عليهن و على اطفالهن فاستجاب لهم و تقرر بقاؤهن و كان هو الحل المناسب.
و لم يمض وقت حتى التحف بهن الشعب الفار من الاستعمار و بذلك تشكل ما عرف بشعب خط النار او المسربين.
أما والده عبد الحفيظ فقد اعتقله الاستعمار رفقة اخيه بلقاسم تم اعتقالهما و نقلهما مباشرة الى السجن بالولجة و من هناك نقلوا الى عدة معتقلات في جهات مختلفة الوالد قضى خوالي سنة واحدة بقسنطينة ثو افرج عنه و التحق بالعائلة بغابة كيمل-خط النار-اما أخوه بلقاسم فبعد انتقاله بين عدة معتقلات صدر في حقه حكم السجن المؤبد و حول الى لامبيز بتازولت و به قضى سنوات الثورة و لم يفرج عنه الا بعد توقيف القتال رغم انه اعتقل بسبب اخيه عجول و لكونه مجاهدا أيضا.