الحياء شعبةً من شُعب الايمان . والسر في كون الحياء من الإيمان: أن كلاًّ منهما داعٍ إلى الخير مقرب منه، صارف عن الشر مبعدٌ عنه، فلا خير في دين قل فيه الحياء , ان بعض البشر من الناس تراه ينحرج في كلامه حياءً واستحياءً من الله ثم ممن خلقه الله . واذا فقد الحياء الحياء من الناس ماتت القلوب وعصت العقول وكثرة الهموم والمعاصي . وإذا رأيت في الناس جرأةً وبذاءةً وفحشًا، فاعلم أن من أعظم أسبابه فقدان الحياء، وصدق قول الشاعر..
إذا لم تخـش عـاقبة الليـالي.. ... ..ولم تستحِ فاصنع ما تشاءُ
يعيش المرء ما استحيا بخير.. ... ..ويبقى العود ما بقي اللحاءُ
ان الحياء فعل كل مليح وترك كل قبيح وهو من الافعال المحموده الفضيله . ولكن اليوم وفي زماننا اعتقد ان الحياء ( مات واندثر ) ولم يعد هناك إلا القليل ممن يعرفوا عن الحياء . ولاندري ماهو السبب الذي اخفى هذا الحياء من ملامحنا العربية الاسلامية . فلم يعد هناك أي رادع لفعل القبيح حتى استعصى على عقول البشر وترك فيهم اثر هذا القبيح من الافعال التي زادت علاقتهم ببعض سوءً حتى من اقرب الناس إليهم .. فكم من المشاهد حاصله في مجتمعنا اليوم والدليل على صحة اسطري هذي مانقرأه يومياً ونسمعه ونتداول اخباره كل ساعه . من احداث قد تلحق بسمعة اشخاص لا ذنب .. ومن استحى من الناس ولم يستحِ من نفسه، فنفسه أخس عنده من غيره، فحق الإنسان إذا هم بقبيح أن يتصور أحدًا من نفسه كأنه يراه، ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحُسن السريرة. شي محزن ان نرى شبابنا وبناتنا دون حياء بل انه فقد منهم وقتلوه واستبدلوا الرذيله والفعل القبيح به .. وما يزيدك غبناً ان تكون هناك علاقات على درايه كامله من رب الاسرة والبعض اخذوا الثقه فيمن فقد منهم هذا الحياء وهم بطبيعة الفطرة , ولكن اعتقد ان اليوم تغير كل شي فانتشرت الخيانه و ازدادت الفتن بين الناس ومات من في وجهه حياء.
قال بعض السلف: من عمل في السر عملاً يستحيي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر.
إن الحياء تمام الكرم، وموطن الرضا، وممهِّد الثناء، وموفِّر العقل، ومعظم القدر:
رزقنا الله وإياكم كمال الحياء والخشية.