أخواتي الفاضلات ... إخواني الأفاضل
أسعد الله صباحكم / مساءكم
نعيب زمـاننا والعيـب فيــنا وما لِزماننا عيب سِوانا
ونهجو ذا الزمانِ بِغير ذنبٍ ولو نطق الزَمان لنا هجانا
وليس الذِئب يأكل لحم ذِئبٍ ويأكل بعضنا بعضاً عيانا
يقول المتنبي ..
لولا المشقة ساد الناس كلهم ....... الجود يفقر والإقدام قتال
لم نتذوق مرارة المشقة بعد .. كما تذوقها من سبقونا .. ولم نعرف طعما للجوع
كما ناح أجدادنا على أطلال رغيف الخبز ... لم نحمل على عاتقنا يوما هما من الهموم
الجسام كما حملها السابقون .. وهم يتوجهون لفتح الأندلس .. وبالرغم من ذلك
كانوا من أجود الناس ,, وأشجعهم إذا دخلوا معركةً ,,
ما بالنا اليوم هكذا ,, لا مشقة ولا عناء .. بل راحة واستجمام ,,ورغم ذلك فقد افتقرت
نفوسنا للجود والكرم .. وجبنَت عن اللقاء والقتال ... أصبح من يجود اليوم بماله أو قوته
فقيرا ,, ضعيفا ,, مهزوما ,,
تبددت العادات والتقاليد ,, وسادت الأوهام والأساطير ,, وجرِحَت نفوسنا من العزة ,,
وانتشر البغاء ... أصوات الغربان تعالت في أفق السماء ,, لكثرة المتناثرين على
الأرض الخراب ..
لم نعد كما كانوا ,, ولن نكون
فعلنا ذلك أصلا .. تركنا الهموم خلف مظلة الراحة ,, وجلسنا نسترق السمع لإغتيال
براءتنا ,, نصفق لمن انتصر ونعزي من انتحر ..
ذهب الجود والكرم .. ومسِحت العادات والقيم .. وتجلت الآهات والرِمم ..وأي رمم ؟؟
انتحرت الشجاعة على أبواب الدعة و الراحة ,, والسعي وراء لقمة قتلتها يد الفاقة ..
أي زمان نعيش فيه ..؟؟ وأي ثوب وضعنا لحمنا المتهالك فيه .. ورغم ذلك نتيه ,, ثم نتيه !!!