ودع المنتخب المغربي الكرنفال الإفريقي ، وتخلى محترفوه عن موقع منتخبهم الطبيعي في الدور الثاني بين كبار القارة السمراء، وضرب الشماخ وزملاءه بطموح جماهير الكرة المغربية عرض المحيط الأطلسي بعد أن كانت صنفتهم أسوداً عليه منذ عقود .. خرج المنتخب المغربي من البطولة بعد أن جاء في الترتيب الثالث للمجموعة الثالثة برصيد ثلاث نقاط جمعهم من فوزه اليوم على النيجر رفيقه في المجموعة ومتزيلها برصيد صفر من النقاط .
أحرز هدف " الخجل " والفوز المغربي بلهندة في الدقيقة 78 من عمر اللقاء ، ليكتب به نهاية مشاركة أسود الأطلس، وفشل مدربهم إريك جيريتس في تحقيق ما دعى الجماهير المغربية لتحلم به " سنذهب بعيداً في كأس الأمم " .. وجهز الأرض التي منها يجب أن يبدأ المنتخب المغربي في تصحيح مفهوم اللعب بشعار المنتخب ، ويحدد من يستحق نيل هذا الشرف من لاعبيه المحترفين بأوروبا .
بدأ المدير الفني للمغرب المباراة موجهاً رسالة واضحة مفادها أنه صرف النظر عن العناصر الأساسية للمنتخب والذين خذلوه ولم يتأهلوا للدور الثاني .. وأن عنوان المرحلة المقبلة سيكون الاعتماد على البدلاء الذين يلعبون في الدوري المحلي .
ومع أن المجموعة الستة الجديدة التي مثلت المغرب أمام منتخب غاية في التواضع " الجابون " خاضت اللقاء متخلصة من أي ضغوطات ، ولن تطالب بشيء سوى الظهور بأداء مشرف ، وتحقيق فوزاً شرفياً يحفظ ماء الوجه لأسود الأطلس قبل عودة الفقراء منهم إلى الدار البيضاء ، فيما سيترجل نجومهم الأغنياء إلى عواصم أوروبا بحثاً عن تعاقدات جديدة يجنون منها أموالاً أخرى ، تاركين وراء ظهورهم خيبة الأمل التي أصابوا بها جماهير الكرة المغربية .. دون اهتمام .
الشوط الأول جاء بلا طعم ولا لون ولا رائحة .. فلم يقدم المنتخب المغربي ما يذكر ، سواء على المستوى الدفاعي الذي كاد أن يهدي النيجر هدف التقدم بسبب أخطاء غاية في السذاجة ، مثل الكرة العرضية التي أتت من ركلة ركنية مرت أمام مرمى الحارس المغربي أحمد أمسيف وهي على ارتفاع المتر دون أن تجد من يحولها داخل الشباك .. وعلى المستوى الهجومي ، فلم تساعد الرعونة التي ظهر عليها لاعب الأرسنال مروان الشماخ ، والضعف العام الذي أدى به يوسف حاجي ، وانطلاقات بوخريص ناحية اليسار والعليوي من اليمين ، على ظهور المغرب بفريق يخضع لفلسفة موحدة تعقل معنى تحقيق الفوز بأداء مرضي حتى لو المنتخب خرج من البطولة مسبقاً .
الأرقام وحدها كفيلة بتشخيص الحالة الفنية والبدنية والنفسية التي ظهر عليها المنتخب المغربي، فالكرة المغربية لم تعرف طريقها إلى محيط مرمى النيجر قبل الدقيقة 20 من اللقاء عندما سدد بلهندة كرة اعتلت العارضة بكثير .
فريق النيجر الذي لم يكن لديه ما يخسره ونال مسبقاً شرف التواجد بين كبار القارة السمراء ويلعب في مونديالها، كاد نجم الفريق وقاطرته نحو مرمى المنافسين موسى مازو ، أن يسجل هدف السبق عندما استلم كرة عرضية من وليم في الدقيقة 36 ، ثم سدد صاروخاً تصدت لها عارضة الحارس المغربي أمسيف ، لتعلن كرة القدم عن حفاظها على ماء وجه أحد أعرق المنتخبات الإفريقية ، من الهزيمة أمام منتخب مازال يشعر بالسعادة كونه يلعب أمام أسود الأطلسي .. فمرت دقائق الشوط الأول خالية من كرة القدم الحقيقة .
بدأ منتخب النيجر الشوط الثاني مهاجماً ومستغلاً لحالة التوهان التي يعيشها أبناء المغرب ، وكاد موباكي أن يتقدم لمنتخب " جبال اليورانيوم " لولا تألق أمسيف الذي أخرج الكرة لركنية بصعوبة .
قبل أن يتعرف المنتخب النيجري من جديد على طريق الوصول لمرمى المغرب، انتعش بلهندة وأنعش معه عدداً من لاعبي خط الوسط بداية من هرماش والأحمدي وبوصوفة ، وانتهاءً بقلب الهجوم مروان الشماخ، فامتلك المغرب الكرة أمام منطقة جزاء النيجر، وتنوعت التمريرات يميناً ويساراً ، ليفتح الشماخ الطريق لبلهندة من تمريرة وضعته في موقف المنفرد بالمرمى، لكنه سدد بعصبية في جسم الحارس مهدراً هدف التقدم للمغرب .
عاد اللعب من جديد إلى وسط الملعب معتمداً على الكفاح البدني دون توجيه ايجابي من المنتخبين .. إلا أن ميول بلهندة الهجومية ، أعادت ذاكرة التفوق من جديد للمغرب عندما قاد هجمة مرتدة قبل أن يستلمها الشماخ ثم يمرر الكرة لبلهندة بذكاء أمام المرمى، فسدد مباشرة لتعانق الكرة الشباك معلنة عن هدف التقدم لأسود الأطلس .
بالرغم من الانتفاضة الكروية للنيجر على أمل تحقيق التعادل، إلا أن ضعف خبرة لاعبيه في مقابل الخبرات المغربية، حالة دون ذلك .. لينتهي اللقاء بفوز معنوي للمغرب وضعه في الترتيب الثالث في المجموعة الثالثة بثلاث نقاط ، فيما جاء منتخب النيجر في المركز الرابع بثلاث هزائم وبرصيد صفر من النقاط .. وكلاهما ودع المونديال الإفريقي بنتائج أقل ما يطلق عليها أنها ضعيفة .
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لأصحابها.