إن ظاهرة الخجل الاجتماعي من الظواهر المنتشرة في مجتمعاتنا العربية بشكل كبير، ويعود هذا الأمر إلى مراحل الطفولة الأولى حيث لا يتم إعداد الأطفال على التكلم أمام مجموعة من الناس بحيث يتم كسر حاجز الخجل الاجتماعي منذ الصغر.
بالطبع لا يتم ملاحظة هذا الأمر ضمن نطاق العائلة حيث يبدو الشخص الخجول طبيعيا جدا أثناء التعامل مع عائلته ومع المقربين بينما يشعر بالخجل أثناء التعامل مع زملاء العمل أو الدراسة. للتخلص من هذه المشاعر عليك معرفة أمر مهم أن الشعور بالخجل ليس بالأمر السيئ لكن المبالغة فيه بحيث يقعدك عن تنمية علاقاتك الاجتماعية هو الأمر الذي يجب تجنبه. لذلك عليك البدء بالسيطرة على هذا الخجل بشكل تدريجي وبخطوات صغيرة وثابتة.
اعلمي أن هذه الحواجز موجودة في عقلك أنت وليس في الناس الذين تتعاملين معهم فشعورك أن الناس تراقبك هو حقيقة انعكاس لما تحسين به أنت وليس ما يشعر به الأشخاص الذين تتعاملين معهم. لذلك عليك العمل من داخل نفسك للسيطرة على هذه المشاعر، حاولي التخفيف من مشاعر التوتر عن طريق التكلم أمام جمع من الناس الغرباء بهذه الطريقة تكونين غير مهتمة بما يظنون عنك لأنك لا تعرفينهم لكن هذا الأمر سيساعد في كسر حاجز الخجل.
كسر حاجز الخجل هو أمر يأتي بالتدريب حيث انك في كل مرة تعيدين الكرة ستخف مشاعر التوتر والخوف من نفسك بحيث تغدين أكثر ثقة عند قيامك بالتكلم أمام الناس. في النهاية لا تعاقبي نفسك لأنك خجولة أكثر من اللازم فهو أمر ليس بيدك ولكن بإمكانك دوما السيطرة على هذه المشاعر لحد معين بحيث تملكين زمام الأمور في تسيير شؤون حياتك.
هذا وحول الموضوع ذاته فإن هناك أعراض تطرأ على الإنسان الخجول أو المريض بدءا الخجل عند مواجهة المواقف فإذا كنت تشعرين بالخوف وقلبك يتسارع كلما دخلت إلى مكان عام فيه أشخاص غرباء أو عند دخولك لحفلة حيث يصيبك شعور بالخجل وتشعرين أن الناس يراقبونك، الخبر الجيد انك لست وحدك التي تشعرين بهذا الشعور فالكثير من الأشخاص يشعرون بنفس الشعور وبنفس الأعراض بمجرد دخولهم إلى مكان عام.
الخبر السيئ أن هذا الشعور إذا لم يتم التغلب عليه فمن شأنه أن يؤدي بك إلى العزلة بحيث يتطور لديك شعور بعدم الرغبة في لخروج من البيت ولا حتى إلى العمل. يضيف علماء السلوك أن واحد من كل أربعة أشخاص لديه درجة معينة من الفوبيا الاجتماعية وتعرف بأنها رد فعل غير منطقي تجاه وضع اجتماعي غير مؤذي. الخطوة الأولى للحل هي أن تدركي انك لست وحدك من تشعرين بهذا الشعور معرفتك لهذا الحقيقة ستسهل عليك الكثير، فمعظم الناس يضعون قناعا اجتماعيا عندما يقومون بالخروج إلى الحياة العامة بحيث يقومون بالتصنع ولو على مستويات مختلفة.
النقطة الحساسة هي أن لا تنظري لنفسك على انك خجولة و بأنك لا تستطيعين التفاعل مع الوسط المحيط، لأنك بذلك تعطين إشارات واضحة للأشخاص المحيطين بك حول كيفية التعامل معك. لذلك ابدئي بالاعتقاد انك واثقة جدا بنفسك بحيث يظهر ذلك من خلال التعامل مع الناس، هذا سيؤدي إلى أن يتعامل معك المحيطين بمزيد من الاهتمام. كذلك من المهم جدا أن تتحدي خوفك وان تتقدمي و تتكلمي مع الغرباء وفي كل مرة ستكونين اكثر ثقة من المرة السابقة.