هذا مثل يضرب فيمن يسعى إلى حظ أو خير يناله، لكنه يكون متأخرا، ويفشل في مسعاه، ويفوته الأمر لسبب ما، فيندب حظه متحسرا على ما فاته.
أعتقد أن "بلح الشام" المذكور في هذا المثل ليس هو البلح العادي الذي يصير رطبا وتمرا كما يخيل إلى الكثير من الناس، وإنما هو حلوى يصنعها أهل الشام من الدقيق والبيض والزيت والسكر والماء، ويسمونها بلحا لأنها تذكر بالبلح، وتشبهه شكلا وحجما ولونا وحلاوة،
ويبدو لي أن هذا المثل قد ضرب في شخص أظهر استياءً وهما وغما شديدا عندما فاته أكل "بلح الشام" في مناسبة ما، فقالوا فيه متندرين: "ما طال بلح الشام ولا عنب اليمن" أو "لا بلح الشام ولا عنب اليمن" على سبيل المشاكلة بين البلح والعنب من جهة، وبين الشام واليمن من جهة أخرى، يريدون أن هذا الشخص لم يحصل على هذه الحلوى ولا حتى على ما يقدرون أنه أقل منها حجما.