يُحكى أنه كان هناك رجل ثري جداً وكان حكيماً، و في أحد الأيام قرر أن يُعطي ابنه درساً في كيفية معيشة الناس الفقراء ليعرف قيمة النعمة التي يعيش فيها، فأخذه في رحلة إلى مزرعةٍ متواضعة تعود لأسرة فقيرة في إحدى القرى افقيرة النائية، و أمضوا فيها عدة أيامٍ يعيشون كما تعيش تلك الأسرة الفقيرة: يأكلون مما تأكل و يلبسون مما تلبس و يقومون بكل ما تقوم به من أعمال.
و في طريق العودة من الرحلة، أراد الأب أن يرى إن كان الإبن الصغير قد تعلم الدرس، فسأله قائلاً: "كيف كانت الرحلة؟"
فأجاب الابن: "كانت الرحلة ممتازة."
قال الأب: "هل تستطيع أن تُخبرني ماذا تعلمت من هذه الرحلة؟"
رد الابن قائلاً: "لقد رأيت أننا نملك كلبا واحداً، و تلك الأسرة تملك أربعة! و نحن لدينا بركة ماء صغيرة في وسط حديقتنا، و هم لديهم جدولٌ جارً ليس له نهاية! لقد جلبنا الفوانيس لنضيء حديقتنا، و هم لديهم النجوم تتلألأ في سمائهم! باحة بيتنا تنتهي عند الحديقة الأمامية، أما هم فلهم امتداد الأفق! نحن لدينا مساحة صغيرة نعيش عليها، و هم عندهم مساحات تتجاوز تلك الحقول! نحن لدينا خدم يقومون على خدمتنا، و هم يقومون بخدمة بعضهم البعض! نحن نشتري طعامنا، و هم يأكلون ما يزرعون! نحن نملك جدراناً عالية لكي تحمينا، و هم يملكون أصدقاء يحمونهم!"
كان والد الفتى صامتاً يُفكر في كلام ابنه عندما أردف الابن قائلاً: "شكراً لك يا أبي لأنك أريتني كيف أننا فقراء!"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبرة:
اعرف قدر ما أنعم الله به عليك، فلربما يكون قد حرم الكثير من الأثرياء منه، فاشكر الله على نعمه.
المصدر: دروس من الحياة: 14- الرجل الغني و ابنه