أختاه يا بنت الجزائر!
أختي المسلمة...يا بنت الجزائر....
اليوم ننادي قلبك الذي آمن بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا. صلى الله عليه وسلم..
ننادي قلبك الذي آمن و أيقن أن الموت حق، و أن الجنة حق، و أن النار حق، و أن الحساب حق،
و أن الصراط حق ، و أن الحشر حق ، و أن الله هو الحق ، و أنه هو يحيي الموتى ، و أنه على كل شيء قدير و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور.
نقول ذلك لأنه لا ينتفع بالموعظة إلا من تذكر الموت ، و أيقن أنه سيعود إلى مولاه الحق ، فيقف بين يديه فيحاسبه عما قدم و أخر.
نحن جماعة من الدعاة الذين حملوا على كواهلهم عبئا ثقيلا تنوء بحمله الجبال الرواسي ، نحاول أن نوصل صوتنا إليك بعدما طالت دعوتنا إليك...أختاه يا بنت الجزائر...دعوناك مرارا لإعانتنا و لتخفيف بعض الحمل علينا...ندعوك اليوم بعدما كاد فريق منا يذوب تحت نار القنوط من إجابتك ، و يغشاه ثوب اليأس من عدم إعانتك...لكن أكثرنا قال : كلا ، إنها الفتاة الجزائرية...الكريمة الأصل الطيبة المعدن لا تحتاج إلا إلى التذكرة و الموعظة الحسنة ، فتحيى من جديد و تعيد القلوب البالية من حديد ، شأنها شأن النبتة الطيبة تحتاج إلى من يسقي جذورها فتؤتي بإذن الله أكلها كل حين...
أختاه يا بنت الجزائر...
اعلمي أن خروجك متبرجة أو مظهرة شيئا مما فرض الله عليك ستره من أعظم مظاهر الظلم للعباد و لدين رب العباد ، و هنا عليك أن تتذكري قول الله تعالى(و الله لا يهدي القوم الظالمين) لا يهديهم إلى ما فيه صلاح دنياهم و آخرتهم (و الله لا يحب الظالمين)...
أختاه يا بنت الجزائر...
استمعي إلى رب العزة الذي تفضل عليك بجميع النعم و هو يقول : (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم و ريشا و لباس التقوى ذلك خير)...لباس التقوى، ذلك اللباس الذي يلبسه المؤمن و تلبسه المؤمنة، فيتقيان به ربهما تعالى ، لباس التقوى للمرأة هو اللباس الذي يحفظ لها كرامتها و عفتها و حياءها ، فإن زينة المرأة العفة و الحياء.
أختاه... هل تعلمين أن الإسلام لم ينفرد بتشريع الحجاب؟ هل تعلمين أن جميع الشرائع السماوية اتفقت على أنه فرض؟ فقد جاء في كتب الذين من قبلنا: التوراة و الإنجيل أنه فرض من الله على عبيده، و لا تزال تلك النصوص في كتبهم أعماهم الله تعالى عنها فلم يحرفوها ، فقد جاء في التوراة ما يلي :
( إن الله سيعاقب بنات إسرائيل على تبرجهن ، و المباهاة بخلاخيلهن بأن ينزع عنهن الخلاخيل و الضفائر و الحلق و الأساور و البراقع و العصائب) الله أكبر...قفي معي أمام هذا الكلام فإنه يدل على أن من عقوبة المتبرجة أن يزاد لها في تبرجها !!
فالتبرج إذن عقوبة للعاصيات – و قد عاقب الله تعالى أبوينا آدم و حواء لما ذاقا الشجرة بأن جردا من لباسهما قال تعالى: ( فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما و طفقا يخصفان عليهما من و رقة الجنة ) ، و هذا يجعلك تدركين أن الحجاب نعمة لا نقمة كما يريد تصويره أدعياء التحرر...و إن الحجاب تشريف قبل أن يكون تكليف...فبالله عليك يا أختاه أتريدين أن تتبعي بنات إسرائيل حتى فيما هو عقوبة لهن ؟!
أختاه.. اعلمي أن الحجاب لم يكن خلقا لدى أهل الملل السابقة ، بل كفار العرب في الجاهلية كان التحجب من مكارم أخلاقهم – كما نراه في دواوينهم و أشعارهم- فالحرة تجلس في البيت سيدة مخدومة ، و لا تخرج إلا متسترة ، و لم يكن كشف الجسد معروفا إلا لدى الإماء و الجواري ، فصار عرضهن يباع بأرخص الأثمان و لا حول و لا قوة إلا بالله.
أختاه ..هل تعلمين أن حرب الفجار التي قامت بين قريش و هوازن كانت بسبب أن تعرض شباب من كنانة لامرأة واحدة ، أرادوا أن يكشفوا وجهها فنادت : (يا آل بني عامر !)..فأجابتها سيوف بني عامر.
هل تعلمين أختاه فيما أنزل قوله تعالى و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) ؟
لقد نزل ذلك فيما كانت نساء ذلك الزمان تظهره، و هو بعض النحر و شيء من الشعر !!
نعم هذا هو التبرج الذي أنكره الله على نساء المسلمين و اعتبره عودة إلى الجاهلية الأولى !!
فماذا يقال عن تبرج أيامنا هذه ؟؟
أختاه... ما جوابك إن سألك ربك و مليكك عن قوله عز و جل يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) ؟
ما غرك بربك الكريم ؟...
هل طرق سمعَك من قبل قولُ النبي صلى الله عليه وسلم : ( المرأة عورة) ؟ كلمة حكيمة جامعة للخير كله من فَقِهَها فَقِهَ الحُكْمَ كُلَّه ، فكما أن المسلم لا يرضى أن تظهر عورته أمام الناس ، كذلك ينبغي له أن يستر زوجته و أخته و بنته...
احفظ هذه النصوص لتضعيها سهاما في نحور دعاة التبرج و الخلاعة ، الذين جعلوا همهم الأكبر أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا ، فاستعملوا جميع وسائلهم السمعية و المرئية و المقروءة لذلك...
قصيدة : ( يا نساء الجزائر ) لأمير شعراء الجزائر الأستاذ محمد العيد آل خليفة
أختاه يا بنت الجزائر!
لأمير شعراء الجزائر الأستاذ محمد العيد آل خليفة – رحمه الله تعالى –
سِرن سَيْر الحرَائر...خَلف ركب العَشائر
يا نساء الجزائر
سرن نـَحْو لذى دعاَ...للمعالي فاسـمعاَ
يا نساء الجزائر
قُمن من رقدة الكسل...وتحرَّكن للعمل
يا نساء الجزائر
قُمن لله بالقُرَب...وتَحَـلَّين بالأدب
يا نساء الجزائر
صُنَّ أعراضكن عن...كل ريْبٍ وكل ظن
يا نساء الجزائر
من رعت واجب الشرف...فهي كالدر في الصَّدف
يا نساء الجزائر
قَرْنَ في البيْت إنَّهُ...يقتضيكُنَّ فَـنَّـهُ
يا نساء الجزائر
كُنَّ في البيت للرَّجل..نسْوةً فَذَّة المُثُل
يا نساء الجزائر
كُنَّ في البيت للوَلد...هادياتٍ إلى الرَّشد
يا نساء الجزائر
عِشْنَ للجيلِ ألسُنَا...مُرشداتٍ وأعيناَ
يا نساء الجزائر
عِشْنَ كالزهر في السُّرى...آيَـة الله للوَرى
يا نساء الجزائر
عِشْنَ للصَّالح الحسَن...في حِمَى الله (ثم رجال) الوَطَن
يا نساء الجزائر