تصاعدت حدة التوتر في قطاع غزة بعد استشهاد أربعة
فلسطينيين في غارات إسرائيلية متجددة أمس الاثنين, وسط تحذيرات أطلقتها
السلطة الفلسطينية وفرنسا من استمرار الاعتداءات.
وقد سقط صاروخ أطلق من قطاع غزة على جنوب إسرائيل مساء الاثنين, حيث
قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الصاروخ سقط في منطقة مفتوحة بمدينة
سيدروت جنوب إسرائيل. ولم ترد أي تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار. ولم يعلن
أي فصيل فلسطيني المسؤولية عن الهجوم الصاروخي الذي يعد الثالث خلال الـ24
ساعة الماضية.
وكان أربعة نشطاء فلسطينيين قد استشهدوا في غارات شنتها إسرائيل على قطاع غزة أمس الاثنين.
وقال
مراسل الجزيرة في غزة إن غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من سرايا القدس
الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي شرقي بلدة بيت حانون شمال
القطاع، مشيرا إلى أن المقاوميْن كانا يركبان دراجة نارية، وذكرت سريا
القدس أن الشهيدين هما محمد شبات وإسماعيل أبو عودة.
وقالت إسرائيل إن ناشطيْن آخرين قتلا بينما كانا يحاولان إطلاق صاروخ.
وتزامنت الغارة مع توغل محدود لقوات الاحتلال وآلياتها في المنطقة
وقيامها بعمليات تجريف وتمشيط منذ ساعات الصباح. وفي هذا السياق، قال مراسل
الجزيرة إن الاحتلال يريد على ما يبدو إعادة فرض ما تسمى المنطقة الحدودية
العازلة.
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من مقتل عامل إسرائيلي في
هجوم شنه مسلحون على الحدود بين مصر وإسرائيل التي أعلنت مقتل اثنين من
المسلحين دون كشف هويتيهما.
يشار إلى أن الغارات الإسرائيلية جاءت بعد اتهامات وجهتها إسرائيل لحركة
المقاومة الإسلامية ( حماس ) صباح أمس بالوقوف خلف إطلاق صاروخين من
نوع غراد على جنوب إسرائيل خلال الـ48 ساعة الماضية.
وقد نفت حركة حماس هذه الاتهامات، وقالت إن الهدف منها هو التحريض
عليها. كما نفت الحركة اتهامات إسرائيلية لها بالوقوف وراء إطلاق صواريخ من
نوع غراد من سيناء المصرية على جنوب إسرائيل بناء على طلب من جماعة
الإخوان المسلمين في مصر.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك "يمكننا أن نرى تدهورا مثيرا
للقلق في سيطرة مصر على الأمن في سيناء". وأضاف قائلا للصحفيين "ننتظر
نتائج الانتخابات، وأيا كان الفائز فإننا نتوقع منه أن يضطلع بالمسؤولية عن
كل التزامات مصر الدولية", في إشارة إلى معاهدة السلام المبرمة بين مصر
وإسرائيل.
في غضون ذلك, نددت الرئاسة الفلسطينية بالتصعيد العسكري الإسرائيلي على
قطاع غزة، محذرة من أن تداعياته ستنعكس على المنطقة برمتها. وقال الناطق
الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان إن "المنطقة تمر بظروف دقيقة".
كما أعربت فرنسا عن القلق العميق "من العنف الذي وقع في غزة وجنوب
إسرائيل في الأيام الأخيرة". وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً أدانت
فيه بشدة إطلاق صواريخ على إسرائيل، فضلاً عما وصفته بـ"الهجوم الإرهابي"
الذي أدى إلى مقتل إسرائيلي، في إشارة إلى مقتل إسرائيلي وإصابة آخر بجروح
في تفجير عبوة ناسفة بمنطقة كاديش بارنياع جنوب منطقة النقب.
ودعت فرنسا جميع الأطراف إلى التزام أعلى