الممهلات والحواجز الأمنية تقضي على نصف عمر السيارة في الجزائر
طرق الجزائر..ممهلات لاتخضع للمقاييس
سيارات ممنوعة من دخول الجزائر بسبب ارتفاع "الدودانات"
تحولت الممهلات والحواجز الأمنية في الجزائر إلى هاجس يومي للمواطنين، لما تسببه من أضرار جسيمة على السيارة والركاب معا، فكم من حامل وضعت حملها بسبب ممهلات عشوائية أخفاها الظلام، وكم تسببت الحواجز الأمنية من أمراض نفسية للسائقين بعدما حبستهم لساعات طويلة تحت أشعة الشمس وأخرتهم عن مواعيد عملهم، فالبحث عن طريق خال من زحمة المرور و"الدودانات" بات الشغل الشاغل لكثير من السائقين.
أكد السيد مزيان شميل خبير في ميكانيك المركبات الصناعية للشروق اليومي أن مدة صلاحية السيارة في الجزائر لا تزيد عن سنوات معدودة، لما تتعرض له من حفر وممهلات غير مطابقة لمواصفات السلامة المرورية، بالإضافة إلى كثرة زحمة المرور في المدن التي ذادت من تعقيدها الحواجز الأمنية التي تميز معظم الطرق الرئيسية، حيث يضطر السائق إلى قضاء أزيد من ساعتين في السير البطيء وهو ما يؤثر سلبا على محرك السيارة ويقلل من كفاءته وقوته وحتى عمره المربوط أساسا بظروف السير والصيانة الدورية التي يهملها غالبية الجزائريين، وأضاف المتحدث أن السيارة عندما تسير لفترات طويلة بسرعة بطيئة يتعرض المحرك إلى ارتفاع درجة حرارته التي تكون مابين 92 و105 درجة مؤوية في حين لا تزيد الحرارة المثالية عن 80 درجة، كما يتعرض زيت المحرك إلى مضاعفة عمله في حماية احتكاك قطع غاير المحرك وهذا ما يتسبب في تقليص صلاحيته، وإذا ما أهمل السائق تغييره في المدة المحددة سينتج عن ذالك تآكل في أجزاء المحرك وبالتالي ينقص أداءه وقوته، وقال المتحدث أن زيوت السيارات في أوروبا تحمي السيارة لمسافة تتراوح بين 15 و20 ألف كم، بينما لا تزيد صلاحيتها في الجزائر عن 10 ألاف كم إذا سارت السيارة في ظروف عادية، أما إذا سارت في الزحمة فإن المدة الآمنة لزيت المحرك لا تتجاوز 5 ألاف كم، وقال أن السيارة عندما تكون في حالة توقف ومحركها يشتغل فهذا يزيد من انبعاث دخان احتراق الوقود ويساهم في تلويث البيئة، وكشف محدثنا أن تعداد الكيلومترات في لوحة مفاتيح السيارات في الجزائر هو تعداد لا يرمز إلى القيمة الحقيقة لعمر المحرك المربوط بالمسافة التي قطعها لأن المحرك عندما يدور والسيارة متوقف فهذا غير محسوب في عداد السيارة، والغريب في الأمر حسب مصدرنا أن غالبية السيارات عندنا يدور محركها عند التوقف أكثر مما يدور والسيارة تسير في الطريق، فعلى سبيل المثال مواطن يقطع مسافة 70 كم من مدينة تيزي وزو إلى الرغاية في أقل من ساعة بينما يضطر إلى اجتياز الحاجز الأمني للرغاية في ساعتين، فهنا المحرك اشتغل في التوقف أكثر من السير .
السيارات الألمانية أكبر ضحية"للدودانات" في الجزائر
قال السيد مزيان شميل أن الممهلات في الجزائر خاصة تلك التي يزيد علوها عن 10 سم أو مصنوعة من المسامير تسبب أضرار جسيمة للسيارة في مختلف أجزائها بداية من الإطارات وممتص الصدمات ولوحة المفاتيح والمكابح.. مما يؤدي إلى خلل في توازن المركبة ويعرضها إلى فقدان السيطرة أثناء التوقف المفاجئ، وقال أن الممهلات يجب أن تكون مصنوعة بلاستيك خاص لا يزيد علوه عن 10سم وعرضه عن المترو ،هو ما تعتمده غالبية الدول الأوربية،أما في الجزائر فغالبية الممهلات حسب المتحدث مخالفة تماما للمعايير من حيث المكان والحجم، فالسيارة التي تكون سرعتها 60 كم في الساعة وتجتاز ممهلة يكون ارتفاعها 20 سم بسبب غياب إشارة تعلم السائق بذالك فيمكن للمركبة في هذه الحالة أن تنقلب أو تتعرض إلى تحطم كامل للجزء السفلي للمركبة،وهذا ما يعانيه سائقو السيارات الألمانية في الجزائر والتي تتميز من قربها من الأرض مما دفع بالكثير من المواطنين إلى بيع سياراتهم التي باتت غير صالحة للمشي في الطرقات الجزائرية، وكشف السيد مزيان أن الكثير من الحوادث في الجزائر سببها هو غياب الإشارات الدالة عن الممهلات أو الأشغال وحتى الطلاء الأبيض المستعمل على الطرقات غير مطابق للسلامة المرورية حسب المتحدث لأن مصابيح السيارات لا تعكسه في الليل مما يتسبب في حوادث خطيرة في الطرقات المظلمة، وانتقد المتحدث الكثير من السيارات التي تسوق في الجزائر خاصة الآسيوية منها والتي لا تتوفر تماما على وسائل الأمان على غرار الواقي الهوائي "آرباق" ونظام انغلاق المكابح"آبياس" بالإضافة إلى نظام الحماية من الانحراف والتي تعد أمورا أساسية في أي سيارة.
المصدر: الممهلات تقضي على نصف عمر السياارة